
وفاة الإمام مسلم فى سنة 261 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامى
استمرت الأحداث في عهد الخليفة الذي اتكل على الله ، وازدادت الخلافات خلال هذه السنوات ، وتوفي أعيان القامة منهم الإمام مسلم صاحب الصحيح ، فماذا يقول التراث؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان (مئتان وواحد وستون):
وفيه خرج الحسن بن زيد من بلاد الديلم إلى طبرستان وأحرق مدينة شلوس لأن يعقوب بن الليث حملهم عليه اللوم.
وفيها قتلت مساور الخريلي يحيى بن حفص الذي كان يسلك طريق خراسان في جمادى الآخرة فأشار إليه مسرور البلخي ثم تبعه أبو أحمد بن المتوكل فهربت مساور ولم تفعل. الحق.
وفيها كانت معركة بين ابن واصل الذي انتصر على فارس وعبد الرحمن بن مفلح فكسره ابن واصل وأسره وقتل تاشتومر واصطدم الجيش الذي كان معه وقليل منهم. هرب ، ثم سار ابن واصل إلى واسط راغبًا في قتال موسى بن بوغا ، فرجع موسى إلى النائب فطلب الخليفة إعفاءه من ولاية بلاد الشام بسبب الفتنة فيها ، ففصل منها و أسندها الخليفة لأخيه أبي أحمد.
وفيها سار أبو الصاج إلى حرب الزنج فقاتلوا بضراوة وانتصر عليهم الزنج ودخلوا الأحواز وقتلوا أهلها وأحرقوا منازل كثيرة ، ثم ابتعد أبو الصاج عن أهلها. وكالة الأحواز ودمرت الزنج ، وعين الخليفة إبراهيم بن سيما.
أعد مسرور البلخي فيه جيشا لمحاربة الزنج.
وفيها تولى الخليفة نصر بن أحمد بن أسد السماني ما وراء نهر بلخ ، وكتب إليه في شهر رمضان.
وفي شوال ذهب يعقوب بن الليث إلى حرب بن واصل واجتمعوا في ذي القعدة. هزمه يعقوب ، وأخذ جيشه ، وأسر رجاله ومجموعة من محظياته ، وأخذ من أمواله أربعين ألف درهم.
وقتل من أيده وأيده من أهل تلك البلاد.
وقد صححه الله في هذا الجانب.
مرت اثنتا عشرة ليلة على شوال ، وعين المعتمد على الله ابنه جعفر عهدا من بعده ، وسماه المفلد إلى الله ، وعينه المغرب ، وضمه موسى بن باغا. محافظة أفريقية ، مصر ، الشام ، الجزيرة ، الموصل ، أرمينيا ، الطريق إلى خراسان وهكذا ، وجعل الأمر بعد ابنه أبو أحمد المتوكل ولقبه الموفق في الله وولاة. الشرق ، وانضم إليه مسرور البلخي ، وانضم إليه ولاة المشرق ، وانضم إليه مسرور البلخي ، وعيّن بغداد ، والسواد ، والكوفة ، وطريق مكة ، والمدينة المنورة ، واليمن ، وكسكر ، وكردجلة ، الأحواس ، فارس ، أصفهان ، الكرخ ، الدينور ، الري ، زنجان ، السند.
وهناك حج لأهل الفضل بن إسحاق.
ومات فيه بارز: أحمد بن سليمان الرهاوي.
وأحمد بن عبد الله العجلي.
والحسن بن أبي الشوارب بمكة.
وداود بن سليمان الجعفري.
وشعيب بن أيوب.
عبد الله بن الواثق شقيق المهتدي.
وأبو شعيب السوسي.
وأبو زيد البسطامي أحد أئمة التصوف.
وعلي بن إشكاب وأخيه أبو محمد ، ومسلم بن الحجاج صاحب الصحيح.
وذكر شيئا من ترجمة مسلم بن الحجاج النيسابوري
هو مسلم أبو الحسين القشيري النصابوري ، أحد أئمة حفظة الحديث ، صاحب الصحيح ، ويتبعه صحيح البخاري عند معظم العلماء. قليل ، وأنه يعرض الأحاديث كاملة في مكان واحد ، ولا يقطعها مثل تقطيع البخاري إلى أبواب ، فلا يساوي هذا المقدار قوة سلاسل نقل البخاري واختياره في. والصحيح لهم ما ذكره في جامع معاصرة الراوي مع شيخه والاستماع إليه منه ، وعموماً لم يشترط المسلم في كتابه على الشرط الثاني فهو مقرر في علوم التفسير. الحديث ، وبسطته في شرح البخاري الأول.
والمراد أن المسلم دخل العراق والحجاز والشام ومصر ، وسمع من كثيرين ذكرهم شيخنا الحافظ المزي في تهذيبه مرتبة حسب حروف القاموس. .
وروى عنه جماعة كثيرون: الترمذي في مسجده حديث واحد وهو حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم: عدوا هلال شعبان لرمضان.
وحرره صالح بن محمد. وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
وابن خزيمة ، وابن سعيد ، وأبو عونة العصرييني.
قال الخطيب: حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن نعيم الظبي ، حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم ، سمعت أحمد بن سلمة يقول: رأيت أبا زرعة وأبو حاتم يتقدمان. لمسلم بن الحجاج في معرفة الأحاديث الصحيحة على شيوخ زمانهم.
وأخبرني ابن يعقوب أنا محمد بن نعيم سمعت الحسين بن محمد المسراكسي يقول سمعت أبي يقول سمعت مسلم بن الحجاج يقول: جمعت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث سمعت. .
وروى الخطيب قائلًا: حدثني أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي السدراجاني في أصفهان سمعت محمد بن إسحاق بن منده ، سمعت أبي علي الحسين بن علي النصابوري يقول: ما تحت. سطح السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث.
ذُكر مسلم لإسحاق بن رهويه ، فقال بالفارسية: أي رجل كان هذا؟
وقال إسحاق بن منصور لمسلم: لا نحرم من الخير ما دام الله يحفظك للمسلمين.
أثنى عليه مجموعة من العلماء من أهل الحديث وغيرهم.
وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم: قل ما فاته البخاري ومسلم مما ثبت في الحديث.
وروى الخطيب عن أبي عمر محمد بن حمدان الهري قال: سألت أبا العباس أحمد بن سعيد بن عقدة الحافظ عن البخاري ومسلم أيهما أكثر. واسع المعرفة؟
قال: كان البخاري عالما ، وكان المسلم عالما ، فقلت له ذلك مرات عديدة ، فأجابني بهذا الجواب ، ثم قال: يا أبا عمرو ، لعل البخاري صنع. خطأ في أهل الشام ، وذلك لأنه أخذ كتبهم ونظر إليها ، فيذكر أحدهم بلقبه ، ويذكره في مكان آخر باسمه ، ويوهم أنهم اثنان أما. يقول المسلم: لا يخطئ ، لأنه كتب المقاطع والمراسيل.
قال الخطيب: سار مسلم على سبيل البخاري ونظر إلى علمه واقتدى به.
ولما أبلغ البخاري عن نيسابور في نهاية أمره ، التزم مسلم به وأبدا الخلاف معه.
حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: لولا البخاري لما ذهب ولم يأت مسلم. قال الخطيب: حدثني أبو بكر المنقدر ، حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثني أبو نصر بن محمد الزراد ، سمعت أبا حامد أحمد بن حمدان القصار ، سمعت مسلم بن آل حجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبّل بين عينيه وقال: دعني أقبّل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد الحديث وطبيب الحديث في عللها محمد بن. حدثنا سلام ، حدثنا مخلد بن يزيد الهاراني ، أخبرنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي هريرة. النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس فما هو سبب ذلك؟
قال البخاري: هذا حديث حسن ، ولا أعلم في هذا العالم في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه عيب. حدثنا موسى بن إسماعيل ، وروى لنا وهيب عن سهيل عن عز بن عبد الله قوله.
قال البخاري: وهذا أولى ؛ لأنه لم يعلم أن موسى بن عقبة سمع عن سهيل.
قلت: خصصت لهذا الحديث قسما مستقلا ، وقلت فيه سلاسل نقله ، وصياغته ، ونصه ، وأسبابه.
قال الخطيب: كان المسلم جاهدًا على سلطان البخاري.
ثم ذكر ما حدث بين البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي في أمر النطق بالقرآن في نيسابور ، وكيف استدعى البخاري لذلك في نيسابور ، وأن الدهلي قال ذات يوم: أهل مجلسه ومنهم مسلم بن الحجاج: إلا من كان يقول ما قاله البخاري في مسألة النطق فليتقاعد من مجلسنا.
فنهض مسلم على الفور إلى بيته ، فجمع كل ما سمعه من الدهلي ، وأرسله إليه ، وترك الرواية عن الدهلي جملة ، فلم يروي عنه شيئًا ، لا في صحيحه ولا في غيره. وأصبحت الوحدة بينهما أقوى.
ولم يترك البخاري محمد بن يحيى الدهلي ، بل روى عنه في صحيحه وغيره ، وعذره رحمه الله.
وذكر الخطيب سبب وفاة مسلم رحمه الله: أنه عقد مجلسا للدراسة ، وذات يوم سئل عن حديث ولم يعلم به فرجع إلى بيته ، أشعل المصباح ، وقال لأسرته: لا ينبغي لأحد أن يدخلني الليلة ، وأعطيته سلة من التمر ، فوجده. يأكل تمرًا ، ويكشف حديثًا ، ثم يأكل آخر ، ويكشف آخر ، فلا يتوقف حتى الصباح ، ويأكل تلك السلة دون أن يدري.
وبسبب ذلك كان مثقلًا ومريضًا ، حتى وفاته عشية الأحد ، ودفن يوم الاثنين الخامس المتبقي من رجب سنة مئتين وواحد وستين في نيسابور ، ودفنه. ولادته في السنة التي مات فيها الشافعي وهي سنة مائتين وأربعة ، فكان عمره سبع وخمسون سنة رحمه الله تعالى.